ـ(81)ـ
البناء في حسم الخلافات بين أفراد الشعب أو فيما بين المنظمات لها اثر كبير في تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى مستنقع أسوأ في الأقطار المسلمة.
لقد استطاعت الدول الغربية أن تبني وحدات عديدة، ووضعت صيغ للاتفاق في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي بالرغم من اختلاف مذاهبهم الدينية والسياسية. ولكن فشلنا نحن كأمة واحدة في أن نضع صيغة من الحلول المناسبة حيث يتفق عليها الجميع في مستوى من المستويات.
أن التناحر بين الفئات الإسلاميّة في بعض الأقطار المسلمة قد ترك أثراً أشد فجاعة ومرارة من التي منيت الأمة به في الماضي وهي في طريقها إلى بناء المستقبل وتلمس سبل الرشاد والوحدة ومن المعلوم للجميع "أن العصبية المذهبية أو جدت حواجز كثيفة بين المسلمين في الماضي وأورثت فيما بينهم من العداوات ما شغلهم عن أعداء الإسلام ـ على اختلاف أنواعهم ـ وعن الأخطار المحدقة بالإسلام وقد كان أهمها في هذا الأمر الاستعمار والإلحاد والتشكيك بالإسلام(1).

(و) مؤامرات قوى مناوئة للإسلام:
لاشك أن هناك كثيراً من المؤامرات والشراك تقوم بها قوى مناوئة للإسلام والحركات الإسلاميّة في العالم من قبل الاستعمار والصهيونية والمؤسسات الدولية، سواء كانت ثقافية أو اقتصادية لمنع الإسلاميين من تولي السلطة السياسية في الأقطار الإسلاميّة.لقد حاولوا قطع جذور الانبعاث الإسلامي بكل الطرق وفي كلّ مكان وقدموا مساعدات ضخمة اقتصادياً وإعلامياً بل وعسكرياً من أجل توطيد