ـ(79)ـ
(ج) الأنظمة العلمانية المتسلطة.
أن قوى الإمبريالية لا تخرج من الدول الإسلاميّة بالبساطة بل دبرت وخططت خرائط الحكم ونصبت الطغمة الحاكمة المتسلطة من ذوي اتجاه علماني للتحكم بمصير الأمة طبقاً لإرشاداتها وتوجيهاتها وهذه الأنظمة تنفذ برامج التعليم العلماني وتخرج جيلاً من الشبان المارقين من الدين وابرز بلد إسلامي حكمته العلمانية ونفذت فيه خططها وضربت بيد من حديد كلّ من يقاومها وخاضت في ذلك بحراً من الدم هو بلد الخلافة الإسلاميّة الأخيرة الذي قهره اتاتورك على تطبيق الأنموذج الغربي في الحياة كلها، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والثقافة، وسلخه من تراثه وقيمه وتقاليده كما تسلخ الشاة من جلدها.
وأقام دستوراً لا دينياً يعزل الدين عن الحياة عزلاً كاملاً، قامت على أساسه قوانين مجافية للإسلام كلّ المجافاة حتّى في شؤون الأسرة والأحوال الشخصية(1).
وانتشرت العلمانية الحاكمة في كثير من دول المسلمين شرقاً وغرباً وتاريخ اضطهاد الساسة العلمانيين للدعاة والحركات الإسلاميّة مليئة بالمعاملات غير الإنسانية المنافية للدين والأخلاق فضلاً عن تعارضها مع ابسط الحقوق الإنسانية.
فأقصي الإسلام عن الحكم والتشريع في الأمور الجنائية ونحوها وبقي محصوراً فيما سمي بالأحوال الشخصية كما أقصي الإسلام عن التوجيه والتأثير في الحياة الثقافية والتربوية والاجتماعية إلاّ في حدود ضئيلة وفسحوا المجال كلّ المجال للتوجيه الغربي والثقافة والتقاليد الغربية(2).

(د) مشكلة القيادة أو الإمامة:
الإمامة أو القيادة قضية محورية وجوهرية في معالجة مشاكل المسلمين في