ـ(71)ـ
الأمر الذي يجعل المطلب بتغير بحسب تغير النظرية في تفسير الوضع، وما يرتبط به، وبالتالي لا نقتصر على القول بأن مباحث الوضع، وثنائية اللفظ، والمعنى من المبادئ التمهيدية لعلم الأصول بل هي من مسائله على أساس أنها قد تدخل في المسائل من جهة انطباق بعض تعاريف علم الأصول عليها.
ويقول السيد السيستاني في بيان علاقة علم الأصول بالعلوم الأدبية:
"اعتمد علم الأصول في منهجه المعاصر على كثير من المباحث اللغوية...
كالكلام حول حقيقة الوضع، والاستعمال، وانقسام الاستعمال إلى حقيقي، ومجازي"(1) ثم انه في بحث ميزان المسألة الأصولية يقول: "أن المسألة اللغوية محققة للموضوع، والمسألة الأصولية هي القانون الاستدلالي بعد تنقيح الموضوع"(2) الأمر الذي يعني أن الوضع بل كثير من المباحث اللغوية تخرج عن مسائل علم الأصول كما هو واضح، وإن ادخل صيغة الأمر، والنهي فيها.
"وما هي ـ أي هذه الرسالة ـ إلاّ بيان الحال في المهمين: الوضع والاستعمال، ولابد لمن يزاول العلوم الباحثة عن الألفاظ، على تكثر فنونها وتشعب أفنانها من معرفة هذين الأصلين، لأن جميع مباحثهما يرجع إليهما، ولا تدور أوضاعها إلاّ عليها"(3).
وهذا كلام أحد أساطين علم الأصول وهو الشيخ محمّد حسين الأصفهاني الأصولي، الفقيه، المفكر المدقق، الفيلسوف العظيم، وتظهر منه: الأهمية الكبيرة لبحوث الوضع والاستعمالي وتأثيرها الأساسي في مباحث الألفاظ
______________________
1 ـ الرافد في علم الأصول ـ السيستاني ـ تقرير القطيفي ـ ص 64.
2 ـ ن.م ـ ص 138.
3 ـ وقاية الأذهان مع رسالتي: سمطا اللآلفي مسألتي الوضع والاستعمال واماطة الضين عن استعمال الصين في مضيين ـ الشيخ محمّد حسين الأصفهاني ـ تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لأحياء التراث ـ ط: الأولى ـ 1413 هـ ـ قم المقدسة ـ إيران.