ـ(72)ـ
التي هي قسم أساسي من مسائل علم الأصول.
ولا داعي لاستعراض بقية كلمات الأصوليين لاستيضاح أهمية مباحث الوضع في فهم اللغة، وفي معرفة النظام اللغوي العام، واكتشاف قوانين المحاورة لدى أصحاب اللغة الأصليين، ودور ذلك كله في الاستنباط على مستوى فهم الخطاب الإلهي، أو النبوي، أو المعصومي الذي يتضمن في داخله الحكم الشرعي. ولكن الذي يمكن أن يقال في المقام أن البحث الأصولي في مسألة الوضع، وإن كان قد وصل إلى مراحل متقدمة من التحليل، وبيان الأبعاد الفلسفية، والميتاخطابية لثنائية اللفظ، والمعنى "الوضع" إلاّ أنّه مع ذلك لابد من الاستفادة، وبشكل أكيد من الدراسات الاجتماعية، والإنسانية التي يستفاد منها في دراسة الظواهر اللغوية، وما يجرى من تجارب في علم نفس اللغة، وعلم النفس الفسيولوجي الذي يفسر الكثير من الظواهر المعتمدة على المثير والاستجابة، والتي أحد مصاديقها نظرية القرن الأكبر في تفسير علاقة اللفظ بالمعنى كما يفسرها بها السيد الشهيد (ره)،(1) وما إلى ذلك، وبشكل عام لابد أن تكون هناك حركة إبداع في البحث اللغوي، وما يرتبط به في خلال البحث الأصولي كما هي واضحة جداً عند أصولي القرن الثالث عشر، والرابع عشر الهجريين، وإن لم يمكن الإبداع، فمن المهم جداً إن لم يكن من اللازم دراسة ما توصل إليه الآخرون في مجال علم اللغة وفقهها، وفلسفتها، وتحليل ظواهرها، وتاريخها للوصول إلى نظرية انضج ورأي أكثر موضوعية لاستيعابه للنظريات المختلفة، ونقدها، وإبداء الرأي المقابل، والموافق لها.
وكلمة أخيرة، وأساسية أقولها في الختام، وهي أن من الضروري جداً أن
______________________
1 ـ دروس في علم الأصول ـ الشهيد الصدر ـ الحلقة الأولى ـ ص 65 ـ مجمع الشهيد الصدر العلمي ـ ط 2 ـ 1408 هـ قم المقدسة.