ـ(67)ـ
المتقدمين، ولها أكبر الذكر في كتب المتأخرين.
وبعد التتبع، والمراجعة نجد أن مدرسة الوحيد البهبهاني (ره) ـ والتي تمثلت في فحول علماء الأصول حيث كانوا هم الممهدون لمدرسة الشيخ الأنصاري (ره) وكذلك مدرسة تلميذه الآخوند حيث انصبت نقا شاتهما، أعني الشيخ والآخوند، على نظريات هذه المدرسة ـ نجد أن مؤلفات أصحابهما الأصولية، قد اعتنت اعتناءاً كبيراً جداً بالبحث اللغوي على مستوى تحليلي، وأعطت آراءاً، ونظريات تنم عن فكر عميق، وتتبع واسع، ونظر موسوعي لدراسة الظواهر اللغوية المختلفة كالحقيقة، والمجاز كثنائية من الثنائيات، والمترادف، والمتباين، والاشتراك، والاختصاص وغيرها.
وجدير بالإشارة ما ابتدعه صاحب القوانين المعروف بالمحقق القمي (1150ـ1231)(1) من نظرية اختصاص تفهيم النص القرآني بالمشافهين به والتفريق بين من قصد إفهامه بالكلام، فالظواهر حجة بالنسبة إليه من باب الظن الخاص، وبين من لم يقصد إفهامه بالخطاب كأمثالنا بالنسبة إلى أخبار الأئمة الصادرة عنهم في مقام الجواب عن سؤال السائلين(2).
وبشكل عام، فتمثل هذه المدرسة إبداعاً على مستوى البحث التحليلي لظواهر اللغة العربية على أساس اعتماد عملية الاستنباط بشكل أساسي في الدليل اللفظي على المعرفة التفصيلية للغة العربية والذي يمكن استكشافه بشكل واضح
______________________
1 ـ أبو القاسم بن محمّد حسن الجيلاني الشفتي الرشتي أصلاً والقمي مدفناً وجواراً، عالم، فاضل، فقيه، أصولي، محقق، انفرد بعدة أقوال في الأصول والفقه عن المشهور كقوله بحجية الظن المطلق، واجتماع الأمر والنهي وغير ذلك (أعيان الشيعة): 411، الأعلام 5: 183، الكنى والألقاب 1: 142، روضات الجناب 5: 369، مستدرك الوسائل 3: 399 نقلا عن أعلام المكاسب في الأشخاص والكتب ـ على اللقائي ص 92.
2ـ فرائد الأصول ـ رسائل الشيخ الأنصاري ـ ج 1 ـ ص 67 ـ تحقيق عبد الله النورائي ـ ط: 1 ـ نشر جامعة المدرسين ـ قم المشرفة.