ـ(61)ـ
المعطيات الدلالية المرتبطة بالوضع كوضع أسماء الأجناس للطبائع المطلقة، أو المقيدة، أو المهملة من جهة ثالثة، وغير ذلك من البحوث.
ومن المناسب جداً بين يدي البحث أن نشير إلى بعض كلمات فحول اللغة وأساطينها فيما يتعلق بهذا المبحث، وكذلك بعض كلمات جهابذة أصول الفقه وفلاسفته لنستوضح منها بعض السبب الذي من أجله عكفوا على مثل هذه المباحث، وأولوها الجليل من اهتماماتهم، وقدراتهم، والثمرة المستفادة من ذلك.
قال جلال الدين السيوطي (1) في كتاب الاقتراح في علم أصول النحو:
تنبيهان: 1 ـ زعيم بعضهم انه لا فائدة لهذا الخلاف ـ أي في معرفة الواضع ـ وليس كذلك بل ذكر لـه فائدتان:
الأولى: فقهية، ولذا ذكرت هذه المسألة في أصوله ـ أي أصول الفقه ـ والثانية، نحوية، ولهذا ذكرتها في أصوله تبعاً لابن جني في الخصائص(2).
ويقول السيد الشهيد الصدر (ره): "أما الجهة الأولى فيصنف فيها الدليل الشرعي إلى لفظ وغيره، ويميز بين دلالات الدليل الشرعي اللفظي ودلالات الدليل الشرعي غير اللفظي (الفعل والتقرير)، وفيما دلالات الدليل الشرعي اللفظي تقدم مقدمة تشتمل على مباحث الوضع و...، لأن هذه المباحث ترتبط بدلالات هذا الصنف من الدليل"(3).
ويقول (ره) في مورد آخر: "استعرض علماء الأصول في مقدمة هذا العلم
______________________
1 ـ انظر في ترجمة السيوطي كتابه حسن المحاضرة ط 1 من ص 142 ـ ص 144 عن مقدمة كتاب الاقتراح.
2 ـ كتاب الاقتراح في علم أصول النحو ـ ص 33 ـ تحقيق د. احمد محمّد قاسم ـ نشر أدب الحوزة ـ الجمهورية الإسلاميّة في إيران.
3 ـ بحوث في علم الأصول ـ مباحث الدليل اللفظي ـ الشهيد الصدر ـ تقرير السيد محمود الهاشمي ـ ج1 ـ ص 59 ـ المجمع العلمي للشهيد الصدر ـ قم المقدسة ـ 1405 هـ.