ـ(47)ـ
فصل
في التقريب بين الأمة
اعلم أن التقريب بين أهل المذاهب لـه معنيان:
الأول التقريب بينهم بالتلاقي بينهم في المسائل المتفق عليها بينهم والسكوت عن الخلافات فيشتركوا في العمل على ما اتفقوا عليه ويتحدوا في القوة ضد أعدائهم ولا يكفر بعضهم بعضاً، ولا يفسق، ولا يجهل بل يعامله بالعدل، والإحسان بقدر الإمكان، ويتركه وشأنه في مذهبه المخالف مع سكوته عن الدعوة إليه في بلاد الآخرين، وعن المعارضة به الحين بعد الحين عملاً بقول الله تعالى [لا ينهاكم الله عن الّذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين](1).
وهذا في فرض اعتقاد بعضهم كفر البعض الآخر أو فسقه فأما مع عدم ذلك فلا إشكال فيجب التوحد عملاً بقول الله تعالى: [وتعاونوا على البر والتقوى](2) وعملاً بقوله تعالى: [يا أيها الّذين آمنوا كونوا أنصار الله ](3).
وقولـه تعالى: [يا أيها الّذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون] (4) فإذا توقف النصر لدين الله والجهاد في سبيل الله على التوحد بين المسلمين لزم.
______________________
1 ـ الممتحنة: 8.
2 ـ الصف: 14.
3 ـ المائدة: 2.
4 ـ المائدة: 35.