ـ(33)ـ
رابعها: تردد اللفظ بين الحقيقة والمجاز فذكر أقسام المجاز.
خامسها: إطلاق اللفظ وتقييده.
سادسها: التعارض بين الأدلة بأقسامها.

ترتيب الكتاب:
وبعد هذه المقدمة الموجزة التي أدمج المؤلف فيها جميع مباحث "علم الأصول"، دخل في صلب الموضوع، وبدأ بكتاب الطهارة ـ كما هو المعتاد ـ.
والشيء الذي يلفت الاهتمام بالكتاب هو ترتيب ما ذكره من كتب الفقه وتحديدها.
فقد ذكر للعبادات عشرين كتاباً، الحق بها ـ غير ما هو المعتاد من الطهارة إلى الجهاد ـ كلّ كتاب فيه نوع من العبودية والقربة، مثل الأيمان، والنذور، والضحايا، والذبائح، والصيد، والعقيقة ويبدو أن هذا ترتيب جديد في الفقه.
ولعله لهذا بدأ في العقود بكتاب النكاح، كأنه رأى فيه شيئاً من القربة إلى الله تعالى ثم الطلاق وملحقاته ثم دخل في البيوع وما يلحق بها من العقود المالية إلى آخرها ثم ذكر الوصايا والفرائض والعتق وما يلحق به، ثم دخل في أبواب الجنايات، والقصاص والجراح والديات والقسامة، ثم ذكر الحدود بأقسامها، وختم الكتاب بكتاب الأقضية، إيماء بأن القضاء هو فصل الخطاب في جميع تلك المواضيع والأبواب.
والجدير بالذكر أن ابن رشد قسم بعضاً من هذه الكتب إلى كتب مستقلة صغيرة، فبلغ عددها في هذا الكتاب إلى سبعين كتاباً، عشرون في العبادات، وخمسون في غيرها، على أحسن ترتيب يتصور وهذا من مزايا هذا الكتاب.