ـ(27)ـ
الترجالي(1).
روى عن أبيه أبي القاسم واستظهر عليه الموطأ حفظاً، وأخذ الفقه عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي مروان بن مسرة، وأبي بكر بن سمعون، وأبي جعفر بن عبد العزيز، وأبي عبد الله المازري... وأكثرهم من تلامذة جده ـ وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، ودرس الفقه والأصول وعلم الكلام، ولم ينشأ بالأندلس مثله كمالاً وعلماً وفضلاً... وكان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه، وحمدت سيرته في القضاء بقرطبة، وحدث وسمع منه أبو بكر ابن جمهور وغيره(2).
قد نصب قاضياً لإشبيلية سنة 565هـ(3)، وقد اجتمع لـه قضاء الأندلس والمغرب، وهو دون الخامسة والثلاثين(4).، وإن "يوسف بن عبد المؤمن" دعاه إلى مراكش وعينه طبيبه الأول بدلاً من ابن طفيل، ثم ولاه منصب "قاضي الجماعة" الرفيع الذي كان يشغله أبوه وجده(5).
وصف ابن رشد في أول كتابه "فصل المقال" هكذا: "قال الفقيه الأجل العلامة الكبير، القاضي الأعدل... (6)"
وتابع الحفيد جده في الاتجاه إلى الفقه المقارن، غير أن الجد ـ كما عرفنا من خلال كتبه ـ كان مختصاً بعلم الخلاف، دون القرآن ـ لو صح هذا التعبير ـ أي إنه تصدى لمسائل الخلاف، حماية للمذهب المالكي، ورداً على غيره من المذاهب
______________________
1 ـ ابن رشدو الرشدية ص 32 و33.
2 ـ خاتمة كتاب بداية المجتهد ملخصاً.
3 ـ ابن رشدو الرشدية ص 37.
4 ـ ابن رشد للعقاد ص 20.
5 ـ ابن رشد والرشدية ص 38 ولكن ذكر منصب قاضي الجماعة للابن كأنه يختص به "رينان".
6 ـ كتاب فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، من منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت ط 2 ص 12.