ـ(26)ـ
أجزاء، "الدعاوى" ثلاثة مجلدات، "الدرس الكامل في الفقه"، "رسالة في الضحايا"، "رسالة في الخراج"، "مكاسب الملوك والرؤساء والمرابين المحرمة". وذكر أنها مخطوطات في مكتبة "الأسكوريال" ونقل عن ابن أبي أصيبعة أنّه يعزو إليه كتابين في الفقه "التحصيل" و"المقدمات"(1)، لكنها من مؤلفات الجد، كما أن هذه الكتب سوى "مختصر المستصفى" لعلها أيضاً للجدّ، ولا نستطيع الحكم فيها إلاّ بعد الوقوف عليها، كيف وهي بعيدة عنا، ولم تر النور؟
فليس أما منا لدراسة فقه ابن رشد الحفيد إلاّ كتاب "بداية المجتهد" الذي سوف نركز البحث فيه ينبغي الإلمام ببعض ما لدينا من تأثر الحفيد بالجد في حقل الفقه والأصول والكلام. وفي منزلته الفقهية لا سيما في عصره.
يقول "رينان" واصفاً كتاب "المسائل" لابن رشد الجدّ: "ولاتصال الفلسفة بعلم الكلام مكانة في هذه المجموعة، ويخيل إلى الناظر في كثير من صفحات هذا الكتاب الطريف أنّه يلمس أصول فكر الشارح.. وكذلك ابنه احمد بن محمّد... أبو فيلسوفنا قد قام بمنصب قاضي قرطبة... فمن نزوات هذه الشهرة، التي لا تجد لها غير مثال ميز ابن رشد، الذي بلغ صيت اسمه لدى اللاتين، ما بلغه اسم أرسطو... واقتدى أبو الوليد ابن رشد بأبيه وجده فكان علم التوحيد على مذهب الأشاعرة، والفقه على المذهب المالكي، في أول دراسته ويعلق ابن الآبار ـ الذي اهتم بالحفيد اكثر من سائر المترجمين لـه ـ على الخصوص، أهمية كبيرة على هذا القسم من مؤلفاته ـ الفقهية ـ فيما يعلق على مؤلفاته الأرسطوطاليسية التي نال بها شهرة بالغة، وقد وضعه ابن سعيد في الطبقة الأولى من فقهاء الأندلس، وقد تخرج في الفقه على أعلم فقهاء عصره، كما تخرج في الطب على أبي جعفر بن هارون
______________________
1 ـ ابن رشدو الرشدية ص 88 و89.