ـ(195)ـ
ويتوصل المؤلف من خلال هذه المواقف إلى نتيجة منطقية فيقول:"أذن لا عداوة بين علي والخلفاء الثلاثة، إذ هو يعلم أن التعاون مع غير المخلصين محرم بل ومهادنتهم محرمة، ومثله لا يسالم أو يعاون ترغيباً أو ترهيباً"(1).
ويرى المؤلف أن الخلافة "خيمة اجتماع" وان المخلصين يتعاونون مع غير الخليفة إذا نفذ ولو بعض المحتوى، ويسوق الأمثلة على ذلك ومنها:
1 ـ انخراط عبدالله بن عباس وأبي أيوب الأنصاري في جيش معاوية.
2 ـ دعاء زين العابدين (علي بن الحسين) للجيش الأموي بالنصر.
3 ـ الحسين بن علي وحفيده زيد كانا يقصدان حمل معاصريهما من الحكام على التنفيذ.
ويرى المؤلف أن الاختلاف ليس بين الأئمة والمجتهدين بل بين محبي العاجلة الّذين ارتدوا كلمة خليفة قولاً ولم ينفذوا محتواها عملاً.
وفي ختام الموضوع يقول: "ولنفرض أن أئمتنا ومجتهدينا اختلفوا في المنفذ إذ يستحيل اختلافهم في التنفيذ"(2).

وفي الموضوع الثالث:
يتطرق المؤلف إلى الاجتهاد في الإسلام ويعتبره مدخلاً للتطوير ودليلاً على حيوية الشريعة "فالاجتهاد في الإسلام مدخل للتطوير، ودليل على حيوية الشريعة واستعدادها للقيام بدور الرائد.
وفتح باب الاجتهاد ترحيب طبيعي بالأحسن واستعداد لصنع الأحسن"(3).
______________________
1 ـ المصدر ص 23.
2 ـ المصدر ص 33.
3 ـ المصدر ص 38.