ـ(194)ـ
ثم يستعرض المؤلف التآلف والتآزر والتعاون بين الإمام علي والخلفاء كدليل على إخلاصهم جميعاً ويستدخل على ذلك بان علياً لا يتعاون مع غير المخلصين ومن مصاديق هذا التعاون والتآلف:
1 ـ أن علياً أحبط بسيفه مؤامرات أعدتها قبيلتا عبس وذبيان في عهد أبي بكر.
2 ـ سمى علي أبناءه بأسماء الخلفاء (أبو بكر وعمر وعثمان)(1).
3 ـ أشاد بعفة عمر وإخلاصه وعاش لـه مستشاراً وناصحاً(2).
4 ـ احترم علي عثمان ونصحه وحذره من بطانته.
5 ـ وصف علي أبا بكر وعمر بأهل الإسلام وقام لهما مقام السمع والبصر.
6 ـ اقتداء أصحاب علي بعلي في التعاون، فكان سلمان في عهد عمر والياً على المدائن وعمار والياً على الكوفة.
7 ـ تعاون علي وكشف كوامن الطلقاء الّذين حاولوا استغلال ما حدث في السقيفة.
8 ـ تعاون علي مع المخلصين وعفا عن المناوئين من أصحاب الجمل، والتمس للخوارج معذرة من حسن نيتهم.
______________________
1 ـ أن التآزر والتعاون حقيقة واقعية وقد صرح الإمام علي بذلك وعلى سبيل المثال قوله: "فتولى أبو بكر تلك الأمور وصحبته منا صحا وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً". شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 وسيرته دلت على ذلك، ولكن تسمية أبنائه على أسماء الخلفاء غير ثابتة ولم يدل دليل لفظي على ذلك فالإمام لم يصرح بذلك.
2 ـ الإمام علي كان حريصاً على وحدة المسلمين طبقاً لما تمليه المصلحة الإسلاميّة فكان مستشاراً للخلفاء لا بالمعنى المفهوم حديثاً وهو إسناد منصب المستشار وإنّما كان الخلفاء أن عجزوا عن مسألة من المسائل العقائدية أو السياسية أو القضائية رجعوا إلى الإمام علي ليدلي برأيه لهم، حتّى قال بحقه الخليفة الثاني: "لولا علي لهلك عمر". الطبقات الكبرى ابن سعد ج 3 ص 339 المناقب للخوارزمي ص 81 تذكرة الخواص ابن الجوزي 147. "لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن" المناقب ص 96.