ـ(186)ـ
يكف عن أية عادة تتنافى مع الإسلام وتعاليمه، وهكذا فعل الإيرانيون بعد أن تأدبوا بآداب الإسلام، فأصبحوا في مأكلهم وملبسهم ومسكنهم ومعيشتهم وحياتهم اليومية ملتزمين بآداب الدين الحنيف، ولكنهم لم يجدوا حرجا في ممارسة التقاليد القديمة بعد أن هذبها الإسلام وأطرها بتعاليمه، من ذلك مثلا الاحتفال بعيد النوروز، فلقد تواصل الاحتفال به، ثم شاركهم العرب فيه، وامتدت هذه الاحتفالات إلى مصر(1).
وبقي أن نشير إلى أن فن العمارة الإيراني كان لـه أثره الكبير في بناء المساجد الإسلاميّة وبناء المدن الجديدة. وهكذا الأمر في باقي الفنون الجميلة، مما يدل على انفتاح الإسلام على ما عند الآخرين من علوم وفنون وعادات حميدة.
عطاء الإسلام للإيرانيين
لا يمكن أن نفهم هذا العطاء إلاّ إذا عرفنا ظروف الإيرانيين وحياتهم قبل الفتح الإسلامي نعم كانت إيران قبل الفتح إمبراطورية عظيمة مرهوبة الجانب متطورة في فنون القتال والعمارة، ولكن المهم في الأمر الشعب الإيراني، ماذا كان نصيبه في ظل هذه الإمبراطورية العظيمة ؟ باختصار كانت الأغلبية العظمى من أبناء الشعب تعيش حالة "الحرمان" وهو حديث يحتاج الخوض فيه إلى كتاب مستقل.
ونكتفي بالإشارة فقط إلى ما يلي:
1 ـ كان المجتمع الإيراني قبل الإسلام قائما على أساس التمييز الطبقي،
______________________
1 ـ انظر: محمدى، محمّد، تاريخ آداب اللغة العربية، فصل النيروز المعتضدى، والنيروز في مصر.