ـ(187)ـ
حتّى أن بيوت النار كانت مقسمة على الطبقات، ولا يحق للطبقة الدنيا أن تدخل معبد الطبقة العليا.
2 ـ كانت الزرادشتية قد مسخت وأفسد فيها رجال الدين (الموبدان)، وأضحى عامة الناس يناصبون العداء للجهاز السياسي والديني معا، مما حدى بهم أن يتعاونوا مع الفاتحين العرب (1).
3 ـ كان النظام الطبقي في إيران يقضي أن تكون الملكية في احتكار أفراد معدودين وعلى أكثر الاحتمالات كانت ملكية إيران الكبرى بيد مليون ونصف المليون إنسان، وباقي الشعب البالغ عدده مائة وأربعين مليون إنسان محرومون من حق التملك.
4 ـ كان التعليم مقتصرا على الطبقة العليا من المجتمع، والباقون محرومون حتّى ولو كانوا أثريا، وفي الشاهنامة قصة تحكي عن ثري إيراني من الطبقة الدنيا أعلن استعداده لإنفاق كلّ أموال من أجل رفع الحظر عن تعليم ابنه فلم يسمحوا لـه بذلك رغم أن ميزانية الدولة كانت بحاجة إلى أموال هذا الرجل(2).
وتذكر وثائق العصر الساساني أن الفساد دب في نظامه الاجتماعي والأسرى والأخلاقي بشكل فظيع(3).
وأي عطاء أكبر لمثل هذا الشعب من دين الهي يوفر لـه كلّ ما تصبو لـه فطرته الإنسانية من ارتباط بالمبدأ الأعلى، ثم يوفر لـه أيضاً الكرامة والمساواة والحرية ؟!، فقد ألغي بفضل الإسلام النظام الطبقي، والغي حظر التعليم بل أصبح واجباً على
______________________
1 ـ انظر: القزويني، محمّد،بيست مقالة، وفيها يقول: إن الإيرانيين الخونة !! تعاونوا نوا مع الفاتحين العرب في توجيههم إلى مواضع الضعف الموجودة في الإمبراطورية الساسانية.
2 ـ انظر: الفردوسي، الشاهنامه، ط سازمان كتابهاى جيبي، ج 6، ص 258 ـ 260.
3 ـ انظر: كريستنن، إيران في عصر الساسانيين 346 وما بعدها من الترجمة الفارسية، وتاريخ اجتماعي إيران ـ فارسي ـ سعيد نفيسي، ص 4، 112، 275، 284 و291 و330.