ـ(180)ـ
واللغويين والأدباء والبلاغيين والمتكلمين والفلاسفة والحكماء وأصحاب الفنون الجميلة (1).
وانطلاقا من هذه المشاركة العلمية الجادة يرفض الدكتور براون أن يكون القرنان الأولان عصر ركود وانحطاطا بالنسبة للإيرانيين ويقول بعد حديثه عن سلمان الفارسي:
"سلمان هو الشخص الوحيد الذي ورد من الإيرانيين في جامعة الصحابة المعززة والمكرمة، وكثير من كبار العلماء المسلمين نهضوا منذ العصور الإسلاميّة الأول من الأصل الإيراني، وجمع من أسرى الحرب مثل أولاد شيرين الأربعة (ابن سيرين واخوته الثلاثة) الّذين أسروا في جلولاء بلغوا فيما بعد مراتب شامخة في عالم الإسلام من هنا فإن القائلين بأن الإيرانيين بعد استيلاء العرب على إيران ظلوا القرنين أو ثلاثة يفتقدون الحياة العلمية والمعنوية لا يصح بأي وجه بل بالعكس فإن تلك القرون تشكل عصرا رائعا ومهما ومنقطع النظير إنها قرون امتزاج القديم والجديد، وتحول الآداب وتطور التقاليد والعقائد والأفكار، لكنها ليست عصر ركود أو سكون أو موت"(2).
التعايش الأخوي العربي الإيراني في ظل الإسلام
كانت إيران قبل الإسلام إمبراطورية تتلخص حركتها في تحقيق أهداف توسعية تسلطية شأنها شأن كلّ القوى المتجبرة الجاهلية، وكان العرب ممن اكتووا بنار هذه الأهداف، نلاحظ ذلك في علاقة كسرى بملوك المناذرة في الحيرة، فما
______________________
1 ـ انظر: خدمات متقابل، مصدر مذكور ص 445 وما بعدها.
2 ـ براون، تاريخ الأدب في إيران ج 1، ص 301 ـ 302 من الترجمة الفارسية.