ـ(176)ـ
332 هجرية ومدى احترام المجوس لها، ويقرر أنها تحظى بتقديس المجوس أكثر من غيرها من بيوت النيران.
وتذكر الوثائق التاريخية أن اتساع دخول الإيرانيين في الإسلام كان يقلص من حرية حركة اتباع الديانة الزرادشتية، مما دفع بعض الزرادشتيين إلى الهجرة إلى الهند.
ويحسن هنا أن نشير إلى ما كتبه "المستر فراي" عن هذا الموضوع إذ يقول ما ملخصه:
"إن الزرادشتيين في إيران اتجهوا إلى الإسلام عن طريق دعاة الصوفية والشيعة، وخاصة الشيخ أبا إسحاق إبراهيم بن شهريار الكازروني المتوفى سنة 1034 ميلادية.
واتجه زعماء الديالمة الزرادشتيون إلى الإسلام، وأسسوا فيما بعد دولة البويهيين في إيران والعراق واختاروا مذهب أهل البيت لهم عقيدة وسلوكا، واللغة العربية كلاما وكتابة وأدبا(1).
كلّ هذا ينفي من جهة أقاويل انتشار الإسلام بالسيف في إيران، ويبين من جهة أخرى موقف الإسلام من الديانة الزرادشتية.

إخلاص الإيرانيين للإسلام
ذهب بعض الباحثين الإيرانيين والعرب ـ مدفوعين بموجة الصراع القومي التي شاء أعداء الإسلام أن يؤججوا نيرانها في العالم الإسلامي ـ إلى أن
______________________
1 ـ تراث إيران القديم، ص 396 من الترجمة الفارسية.