ـ(177)ـ
الإيرانيين أمام اجتياح الإسلام اتخذوا موقف سكوت لمدة قرنين ثم عادوا إلى تحقيق هويتهم القومية بعد أن نالوا استقلالا سياسيا عن مركز الخلافة الإسلاميّة(1).
وهذه الفرية تعني أن الإيرانيين أسلموا بقوة السيف ثم بعد أن استعادوا قوتهم أعلنوا رفضهم للإسلام وعادوا إلى هويتهم القومية السابقة وهي إساءة كبيرة إلى دين الدعوة بالتي هي أحسن والى الإيرانيين أيضاً، لأن هؤلاء القوميين الإيرانيين ـ كما يقول الشهيد مطهري ـ أرادوا أن يشيدوا بالالتزام القومي للإيرانيين فأضفوا عليهم صفة الرياء والنفاق والمخادعة(2).
وفي أيدينا مالا حد ولا حصر لـه من الوثائق التي ترفض هذه المقولة وتفندها ونكتفي بتسليط الضوء باختصار شديد على جانبين من حياة الإيرانيين بعد الإسلام ليتبين لنا أنهم أقبلوا على الإسلام بإخلاص وحملوا لواءه وضحوا في سبيل اعتلاء كلمته بهمة عالية.
الأول ـ اهتمام الإيرانيين في مجال نشر الإسلام.
والثاني ـ اهتمامهم في إثراء العلوم الإسلاميّة.
دورهم في مجال الدعوة
ذكرنا أن الحكام الإيرانيين في اليمن أسلموا قبل الفتح الإسلامي لإيران وأسلمت معهم اليمن، وهؤلاء الإيرانيون ساهموا بشكل فعال في تثبيت الإسلام جنوب الجزيرة العربية وفي القضاء على حركات الردة (3) وهؤلاء الإيرانيون
______________________
1 ـ انظر: سيرجان ملكم، دو قرن سكوت ـ فارسي ـ.
2 ـ انظر: خدمات متقابل، مصدر مذكور، ص 140 تحت عنوان: أهانت در شكل حمايت ـ إهانة في شكل حماية !.
3 ـ انظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، حوادث سنة 11 هـ.