ـ(16)ـ
الصادق (عليه السلام).
وورد في السنة النبوية الشريفة، أن بعض الصحابة أضافوا النبي (صلى الله عليه وآله) فوجدوا عنده تمراً وماء بارداً، فأكلوا، فلما خرجوا قال (صلى الله عليه وآله): هذا من النعيم الذي تسألون عنه(1).
وورد عن بعض أئمة المسلمين: إن النعيم هو النبي وأهل بيته الطاهرون (عليهم السلام) وحول ذلك جرى حوار دال ممتع بين الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) والامام النعمان بن ثابت (أبو حنيفة)، وكانا قد عاشا في فترة واحدةـ وهذا نصه:
"سأل أبو حنيفة أبا عبدالله (عليه السلام) عن هذه الآية، فقال لـه : ما النعيم عندك يا نعمان قال: القوت من الطعام والماء البارد فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتّى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال: فما النعيم جعلت فداك قال: نحن أهل البيت، النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداء، بنا هداهم الله للإسلام، وهي النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم الله به عليهم وهو النبي (صلى الله عليه وآله) وعترته(2).
وفي هذا المضمون وردت عدة آثار عن أئمة المسلمين (عليه السلام) نذكر منها:
عن محمّد بن يعقوب بإسناده عن أبي حمزة قال: (كنا عند أبي عبدالله (عليه السلام) جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيباً وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من
______________________
1 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ـ للشيخ أبي علي الطبرسي (تفسير سورة التكائر).
2 ـ نفس المصدر وتفسير نور الثقلين ـ للشيخ المحدث عبد علي الحويزي العروسي (تفسير سورة التكاثر).