ـ(15)ـ
يقينكم بالله تعالى واليوم الآخر عن التفاخر والتباهي.
والمراد بعلم اليقين، هو العلم الذي يثلج الصدر، ويملأ النفس رضى وقناعة بعد اضطراب الشك فيها.
[لترون الجحيم _ ثم لترونها عين اليقين]: الرؤية الأولى لجهنم تكون قبل القيامة، حيث تعرض للمجرمين. أما الرؤية الثانية، فهي دخول المجرمين النار مباشرة، حيث يرونها بالمشاهدة الحسية، محض اليقين، بعد أن يذوقوا العذاب ويحسوا بالخسران والمذلة، وعين اليقين هو محض اليقين.
[ثم لتسألن يومئذ عن النعيم]: والآية تؤكد أن العباد يسألون يوم القيامة عن مطلق النعمة التي أنعمها الله عزّوجلّ عليهم، فكل ما يصدق عليه أنّه نعمة على الإنسان يسأل الله تعالى الإنسان عن شكره لله تعالى عليها وعدم كفره سواء أكانت هذه النعمة مادية أو معنوية...
صحيح أن الله عزّوجلّ لا يمن على عباده يما يعطيهم، لأنه أكرم وأجل من أن يعطي نعمة ثم يمن بها على عباده، ولكنه جل وعلا لا يرضى لعباده أن يكفروا النعمة، وينفقوها فيما لا يرضى به الله عزّوجلّ...
وقد كثر الحديث حول (النعيم) الذي يسأل عنه العباد، وكل ذلك من باب تعداد المصاديق.
فقد قال قتادة: إن الله سائل كلّ ذي نعمة عما أنعم عليه.
وقال سعيد بن جبير (رض): النعيم المأكل والمشرب وغيرهما من الملاذ.
وقال عكرمة: هو الصحة والفراغ، وقد ورد عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ...
وقالوا: النعيم هو الأمن والصحة، قال ذلك عبدالله بن مسعود (رض) ومجاهد، وروي في معناه عن الإمام محمّد بن علي الباقر وولده جعفر بن محمّد