ـ(17)ـ
صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسئلن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال أبو عبدالله (عليه السلام) إن الله عزّوجلّ أكرم وأجل أن يطعمكم طعاماً فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمد (صلى الله عليه وآله) وبآل محمّد عليهم السلام)(1).
ـ وعن أبي خالد الكابلي قال: (دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فدعا بالغداء فأكلت معه طعاماً ما أكلت طعاماً قط أطيب منه ولا أنظف، فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا، قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف ولكني ذكرت الآية في كتاب الله عزّوجلّ [ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم] قال أبو جعفر (عليه السلام): إنّما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق(2).
وهكذا يكون النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) والقرآن الكريم والشريعة، والهدى إلى الحق وأمثال ذلك من معالم الحق أهم مصاديق النعمة التي يسأل عنها العباد يوم القيامة.
فمن ضيع القرآن الكريم، فهو مسؤول عن ذلك.
ومن كفر شيئاً من الحق والفرائض، فهو مسؤول.
ومن ضيع حق النبي وأهل بيته، فهو مسؤول.
ومن ضيع حق الصحابة الأخيار فهو مسؤول.
والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
______________________
1 ـ تفسير نور الثقلين: المصدر السابق ح 5 ص 662.
2 ـ نفس المصدر ح 5 ص 662.