ـ(148)ـ
الله ابن عيسى قال: كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوياً، وكان عبدالله بن عكيم عثمانياً، وكان في مسجد واحد، وما رأيت أحداً منهما يكلم صاحبه وقد علق الخطيب البغدادي على ذلك بقوله: يعني كلام مخاصمة، ومناظرة في عثمان وعلي (1).

رجل الوحدة:

وما قاله الخطيب البغدادي التفاتة رائعة ولقد كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوي الرأي إلاّ انه كان يبتعد عن الخصومات المذهبية لا سيما تلك التي تثير الأحقاد، وتؤجج سعير الشغب.
لقد كان عبد الرحمن مثالاً لرجل الوحدة والتقريب، ولقد كان بارزاً في معركة الجماجم التي اشتركت فيها مختلف العناصر ذوات النزعات الاعتقادية المتعددة وما ذاك إلاّ لوحدة الهدف المتمثل في مقاومة الظلم وإلا ستبداد وتحكيم القرآن والسنة المطهرة في واقع الحياة.
قال سليمان الأعمش: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد أوقفه الحجاج وقال لـه العن الكذابين علي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد قال: فقال عبد الرحمن: لعن الله الكذابين ثم ابتدأ فقال علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد قال الأعمش فعلمت حين ابتدأ فرفعهم لم يعنهم.
جلد الحجاج عبد الرحمن بن أبي ليلى أربعمائة سوط على رأيه العلوي.
______________________
1ـ تاريخ بغداد ج 10 ص 110.