ـ(149)ـ
كتيبة القراء:

كتيبة القراء أشد كتائب العراق اقتداراً على القتال ولقد اعد لها الحجاج ثلاث كتائب ولكنها تقهقرت أمامها.
لقد وقف ابن أبي ليلى خطيباً في كتيبة القراء قائلاً: يا معشر القرّاء إن الفرار ليس بأحد من الناس بأقبح منهم بكم إني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين، وأثابه أحسن ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون إنهم من رأى عدواناً يعمل به، ومنكراً يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكر بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلي، فذاك الذي أصاب سبيل الهدى ونور في قلبه اليقين. فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الّذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فلا ينكرونه(1).
نقل الشيخ في الخلاف عن محمّد ابن المترجم فتاوى كثيرة جداً.

تقويم:
إن ابن أبي ليلى رضوان الله عليه قليل النظير، لا يسأل عن مثله. ومع هذا نقول: ممن وثقه ابن حبان وابن معين وقال العجلي: عبد الرحمن بن أبي ليلى تابعي ثقة، من أصحاب علي.
قال يزيد بن أبي زياد: قال عبدالله بن الحارث: أجمع بيني وبين ابن أبي
______________________
1 ـ تاريخ الطبري ج 5 ص 163.