ـ(91)ـ
1 ـ 4 ظاهرة ازدياد النفقات العامة:
هذه الظاهرة التي لها صلة بدوافع التوظيف، والتي يتحدث عنها علماء المالية العامة المعاصرون في كتبهم، قد سبقهم إليها علماء المسلمين بقرون طويلة.
ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه اتسعت دار الإسلام، وزادت نفقاتها على الجند والفقراء وغيرهم، حتّى أن عمر لم يقسم أرض العنوة(1) بل وقفها على المسلمين، وقال لمن أراد قسمتها:
إذا قسمت أرض العراق... وأرض الشام... فما تسد به الثغور ؟ وما يكون للذرية والأرامل بهذا البلد وبغيره من أرض الشام والعراق؟(2).
وقال: "أرأيتم هذه الثغور؟ لابد لها من رجال يلزمونها، أرأيتم هذه المدن العظام، كالشام، والجزيرة، والكوفة، والبصرة، ومصر ؟ لابد من أن تشحن بالجيوش، وإدرار العطاء عليهم فمن أين يعطى هؤلاء إذا قسمت الأرضون ؟"(3).
وقال الجويني: "أما الآن فقد اتسعت خطة الإسلام، وهي على الازدياد، والحمد لله، على ممر الأيام، ولكل زمان رسمه وحكمه"(4).
وقال: "أن عساكر الإسلام إذا كثروا.. عظمت المؤن ـ النفقات ـ القائمة بكفايتهم...الخ"(5).

1 ـ 5 ضوابط التوظيف المالي:
وضع العلماء ضوابط لتوظيف المال على الأغنياء القادرين، نذكر منها:
______________________
1 ـ أي الأرض التي تفتح قهراً، لا صلحاً ولا استسلاما.
2 ـ الخراج لأبي يوسف: 25.
3 ـ المصدر نفسه.
4 ـ الغيائي: 255.
5 ـ المصدر نفسه: 280.