ـ(75)ـ
في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة شيئاً فرجعوا في ذلك إلى أقوال التابعين"(1).
والعبارات في مصدرية قول التابعي كما في كتب علوم القرآن الكريم، وكما في مقدمات الموسوعات التفسيرية واحدة تشير إلى حالة من الخلاف بين العلماء في قبول أقوال التابعين من حيث الحجية، وعدمها، وفي الحقيقة أن البحث في أقوال التابعين أقل مؤنة من البحث في أقوال الصحابة، وبالتالي يجري عليها نفس ما يجري على أقوال الصحابة، خصوصاً وأن زمن تسرب الإسرائيليات بشكل واضح وجلي إلى تفاسير المسلمين هو في زمن التابعين، ومن جاء من بعدهم، فإذا اشتمل رأي التابعين على الشروط الموضوعية للتفسير فيؤخذ به، بل يعمل به، وإن لم يكن موافقا للحق والحقيقة فإن الظن لا يغني من الحق شيئاً.
مصدرية اللغة العربية في العملية التفسيرية:
وبحسب الظاهر القوي جدا من خلال استقراء كلمات الأساطين في هذه المسألة أنّه مما لا ريب فيه أن اللغة العربية الأصيلة المعلومة النقل عن العرب العاربة تعد مصدراً أساسياً في فهم القرآن، بل لأبد منها في فهمه، وإنّما حصل الكلام بينهم في قول اللغوي الذي يستقري اللغة، ويضم إليها بعض اجتهاداته وهل أنّه حجة أم لا ؟
والذي يكشف عن هذه المصدرية ويؤسس المنهج في تفسير القرآن تفسيراً لغوياً هو عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد أثر عنه أن فسر بعض الآيات تفسير لغويا، وكذلك أهل البيت (عليهم السلام) ، والصحابة، والتابعين، وتابعيهم ومن جاء بعدهم، فلم يتردد أحد في جعل اللغة مصدراً، أو اتخاذها منهجاً في العملية التفسيرية كما فعل الراغب الأصفهاني وغيره.
______________________
1 ـ تفسير القرآن بالقرآن عند العلامة الطباطبائي ـ خضير جعفر ـ ص 55 نقلا عن مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية.