ـ(74)ـ
على مناطات الاعتبار من قبيل موافقته "لسيرة المتشرعة، وظواهر الكتاب والعقل السديد، ومصادر اللغة، وطبيعة الفهم الموضوعي"(1).
وما إلى ذلك.

مصدرية أقوال التابعين في تفسير القرآن الكريم:
قال ابن كثير في مقدمة تفسيره:
"إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر... وغيرهم من التابعين، وتابعيهم ومن بعدهم فتذكر أقوالهم في الآية، فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاً، وليس كذلك فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمة أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في اكثر الأماكن فليتفطن اللبيب لذلك، والله الهادي.
وقال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ؟ يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم، وهذا صحيح، أما إذا اجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على قول بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك (2).
ثم قال الزركشي: وفي الرجوع إلى قول التابعي، روايتان عن أحمد، واختار ابن عقيل المنع، وحكوه عن شعبة، لكن عمل المفسرين على خلافه، فقد حكوا في كتبهم أقوالهم لأن غالبها تلقوها من الصحابة (3).
وتفسير القرآن بأقوال التابعين طريق رابع سلكه الأثريون عندما لم يجدوا
______________________
1 ـ دراسات قرآنية ـ الصغير ـ ج 1 ـ ص 62.
2 ـ تفسير القرآن العظيم ـ الحافظ ابن كثير ـ المقدمة ص 5 ـ 6.
3 ـ الإتقان في علوم القرآن ـ السيوطي ـ ج 4 ـ ص 208 ـ منشورات بيدار ـ قم ـ إيران.