ـ(64)ـ
والإطلاق، والتقييد، والعموم والخصوص"(1).
وقال الزركشي في البرهان في مسألة في أحسن طرق التفسير، أن يفسر القرآن بالقرآن:
"والقرآن يفسر بعضه بعضا"(2).
قال ابن كثير الدمشقي:
"فإن قال قائل فما أحسن طرق التفسير؟!
فالجواب: أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر... والغرض من ذلك أنك تطلب تفسير القرآن منه"(3).
وقال الذهبي عن ابن كثير:
وهو شديد العناية بهذا النوع من التفسير الذي يسمونه تفسير القرآن بالقرآن، وهذا الكتاب أكثر ما عرف من كتب التفسير سردا للآيات المتناسبة في المعنى الواحد.
"هذا وقد أجمع العلماء والمفسرون على أن أعظم، وأفضل ما يفسر به كتاب الله هو القرآن نفسه، باعتباره المصدر الأول للتفسير، وقد برزت فكرة تفسير القرآن بالقرآن في وقت مبكر من عمر الرسالة الإسلاميّة فبالإضافة إلى ما ورد في الكتاب العزيز من تفسير لبعض آياته، وبشكل جلي وواضح لدى عامة المسلمين، فضلاً عن علمائهم، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) والصحابة من بعده كانوا قد مارسوا هذا اللون من التفسير، واستخدموه في معرفة معاني بعض الآيات القرآنية الكريمة"(4).
وبعد هذا فلسنا بحاجة إلى استعراض المصادر التفسيرية لدى فرق
______________________
1 ـ التفسير والمفسرون ـ محمّد حسين الذهبي ـ ط: 2 ـ ج1 ص 37.
2 ـ البرهان ـ ح 2 ـ ص 175 ـ نقلا عن صبحي الصالح ـ مباحث في علوم القرآن ـ ص 299.
3 ـ تفسير القرآن العظيم ـ ابن كثير الدمشقي ـ مقدمة التفسير ص 4 ـ ط 1 دار المعرفة بيروت.
4 ـ انظر كتاب تفسير القرآن بالقرآن عند العلامة الطباطبائي ـ جعفر خضير ـ ص 66 ـ 94 تحت عنوان نشأة تفسير القرآن بالقرآن.
وانظر كذلك كتاب الطباطبائي، ومنهجه في تفسيره الميزان ـ علي الاوسي ص 125 وما بعدها تحت عنوان تفسير القرآن بالقرآن.