ـ(63)ـ
كما أن العلامة السيد محمّد حسين الطباطبائي الذي يعد تفسيره من أروع المحاولات التفسيرية لدى الشيعة الإمامية في القرن العشرين قد اعتمد القرآن مصدراً أساسياً ومرجعاً رئيسياً في عملية التفسير اعتماداً على ما أسسهُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرون في هذا المجال.
"ومن هنا كان لابد من الرجوع إلى القرآن واستنطاقه، وعلى هذا الأساس، ووفق هذه الرؤية بنى العلامة الطباطبائي منهجه التفسيري، فصار القرآن مرجعه، وآياته دليله، وعلى هذا النحو مضى في الميزان يفسر الآية بالآية ما وجد إلى ذلك سبيلاً"(1).
قال العلامة الطباطبائي في مقدمة تفسير الميزان.
"أن نفسر القرآن بالقرآن ونستوضح معنى الآية من نظيرتها بالتدبر المندوب إليه في نفس القرآن، ونشخص المصاديق، ونتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات، كما قال تعالى: [ونزلنا عليك الكتاب نبيانا لكل شيء](النحل: 89) وحاشا أن يكون القرآن تبيانا لكل شيء، ولا يكون تبياناً لنفسه(2).
وعلى كلّ حال فإن التأكيد من قبل النبي (صلى الله عليه وآله)، وأهل البيت (عليه السلام) على التمسك بالكتاب والعترة جعل من الشيعة الإمامية متمسكين حقيقيين بالكتاب الكريم، الأمر الذي يؤكد مصدرية القرآن، ومرجعيته لديهم في عملية التفسير، وربما توجد بعض النظرات الشاذة في أن القرآن لا يمكن أن يكون مرجعاً لنفسه لحاجة كلّ أية في تفسيرها إلى رواية فهذه غير ملتفت إليها.

رأي أهل السنة في ذلك:
قال الذهبي: وكانت مصادر الصحابة في التفسير:
القرآن الكريم: لما يشتمل عليه من الإيجاز والإطناب، والأجمال والتبيين،
______________________
1 ـ المصدر السابق ـ العدد الأول ـ ص 38 ـ ويراجع أيضاً كتاب على الأوسي: الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان وكذلك: كتاب الدكتور خضير جعفر: تفسير القرآن بالقرآن عند العلامة الطباطبائي.
2 ـ الميزان ـ ج 1 ص 11.