ـ(65)ـ
المسلمين المختلفة في إثبات مصدرية القرآن الكريم، ومرجعيته في العملية التفسيرية بل لم يختلف أحد من المسلمين مطلقاً في هذه المرجعية الأمر الذي يكشف لنا أن القرآن الكريم هو المصدر المتفق عليه لدى جميع المسلمين.

وأما السنة النبوية المطهرة:
فهي تمثل المصدر الثاني من المصادر النقلية للعملية التفسيرية، وقد وقع الخلاف بين العلماء فيها على أساس أنها مرويات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد اشتملت على السليم، والسقيم، والغث والسمين، ومنها ما هو صحيح، ومقبول، ومنها ما هو ضعيف ومردود.
قال السيوطي في الإتقان: "النقل عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا هو الطراز المعلم، لكن يجب الحذر من الضعيف منه والموضوع، فإنه كثير، ولهذا قال أحمد: ثلاث كتب لا أصل لها المغازي والملاحم والتفسير، قال المحققون من أصحابه: مراده أن الغالب أنّه ليس لها أسانيد صحاح متصلة، وإلا فقد صح من ذلك كثير، كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام، والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي في قوله [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة].
قلت: الذي صح من ذلك قليل جداً، بل أصل المرفوع منه في غاية القلة"(1).
"وأما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلاّ بأن يسمع من الرسول (صلى الله عليه وآله) وذلك متعذر إلاّ في آيات قليلة(2).
وقال السيوطي في الإتقان:
"من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه من القرآن، فإن أعياه ذلك طلبه من السنة فإنها شارحة للقرآن ومفصحة له، وبذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ وأني أوتيت القرآن، ومثله معه" يعني السنة(3).
______________________
1 ـ الإتقان ـ ج 4 ـ ص 208.
2 ـ دراسات قرآنية ـ الصغير ـ ج 2 ص 57 عن الإتقان للسيوطي.
3 ـ الإتقان ح 4 ص 200.