ـ(216)ـ
ينظرون إلى التاريخ من زاوية واحدة، ولذا لا ينسجم أن يكون أحد أفراد هذا المشروع ـ مشروع إعادة التاريخ ـ ممن ليس لهم إطلاع بالدين عقيدة وفقها حتّى لو امتلك الموضوعية.
4 ـ الإخلاص: وإن كان من الأمور النفسانية التي لا يطلع عليها أحد سوى الله، إلاّ أن الآثار الخارجية دالة عليها، وبلا شك أن وجود هذا العنصر أمر ضروري لنجاح المشروع ودوام استمراريته، طبعاً ينضم إلى هذا العنصر، "الهم" الذي هو المعاناة والتفاعل مع المشروع.
أين تكمن الأزمة ؟!
كما تقدم الكلام سابقاً حول الدعوات المتكررة من أجل إعادة كتابة التاريخ إلاّ أننا إلى الآن لم نجد استجابة مناسبة لهذه الدعوات، فأين يكمن السر في ذلك ؟. على مستوى الطاقات لا أظن أن الأمة الإسلاميّة عقمت من أن تلد مثل هؤلاء، ولا أظن انعدام المؤسسة التي ترعى المشروع وتجمع الطاقات وتتابع العمل خصوصاً بعد أن تكون المجمع العالمي للتقريب تحول إلى مأوى لمثل هؤلاء، فأين يكمن السبب؟!
لعل السبب يكمن في عدم وجود منهج للبحث التاريخي يكون موضع قبول الجميع، وقبل الإشارة إلى المنهج أود أن أشير إلى خطوة تسبق المنهج وهي لا تحتاج إلى كثير عناء، والخطوة هي: استخراج المشتركات ونقاط الإجماع في التاريخ بين الفرق الإسلاميّة، وذلك ليسهل الأمر على المورخ في معالجة الأحداث المضطربة أو المختلف فيها.
وهنا استعرض ما ذكره العلامة السيد محمّد تقي الحكيم من منهج للبحث التاريخي وهو على إيجازه مفيد جداً خصوصاً في المناهج التعليمية، يقول العلامة: بعد أن رأى حالة الاضطراب والتشويش في التاريخ الإسلامي وكان عليه