ـ(215)ـ
نعم إن المهمة شاقة إذا أراد الإخلاص لنفسه، لأنها مسئولية عظمى تتلقفها الأجيال بكل ما فيها من خطأ أو صواب، لأجل هذا اختط العلامة السيد محمّد تقي الحكيم منهجاً اعتمده في البحث التاريخي سهل عليه مهمة تحويل الأمانة إلى الأجيال بصدق وإخلاص، وهذا ما سنتعرض له لا حقاً.
أما كيف نتعرف على الشخصيات الموضوعية النزيهة؟ يمكن التعرف على ذلك من خلال الكتابات والتأليفات واللقاءات المفتوحة من خلال المؤتمرات والندوات، والمجمع العالمي قد خطى خطوات موفقة في هذا المجال من خلال المؤتمرات أو من خلال فتح باب الكتابة عن طريق منبرها الدائم مجلة "رسالة التقريب".
2 ـ الخبرة: ونقصد بها الاطلاع الواسع الضارب إلى أعماق التاريخ من خلال متابعة الحدث في مصادره خصوصاً مصادره القريبة من زمن الحدث حتّى تتكون في ذهنيته تفاصيل الحديث مما يخلق فيها حاسة الحدس وسرعة الاستنطاق مقابل الأحداث أو بعبارة أخرى تتكون لديه حاسة شم سريعة يستطيع بواسطتها أن يشم روائح كذب الخبر من صدقه، وهذه الحاسة لا توجد من لا شيء بل لابد من خوض تجارب تاريخية وتحقيقات ومتابعات بعيدة الغور حتّى تتولد عنده هذه الحاسة.
3 ـ المعرفة المنبسطة أو (الأفقية): من خصوصيات التاريخ الإسلاميّ أن الإسلام يكون حاضرا في كلّ جنبة من جنبات التاريخ فلا نتصور جنبة تخلو من الإسلام، لأجل هذا افترضنا في الباحث التاريخي أن يكون بالإضافة إلى كونه مؤرخاً مطلعاً على الإسلام حتّى يدرك الحدث ويدرك شخصياته، وهذا يؤثر كثيراً في معرفة الحدث عرضاً وبياناً ومعرفة الأشخاص في تأثيرهم السلبي والإيجابي في الحدث، وهذا ما نلمسه في كثير من كتابات المستشرقين التاريخية حيث أنهم