ـ(214)ـ
من خلال مؤتمره السنوي، وفوق كلّ ذلك أنّه يحظى بالأشراف المباشر والإسناد القوي من قبل السيد القائد آية الله الخامنئي ـ حفظه الله تعالى ـ الدولة الإسلاميّة تلقي بكل إمكانياتها رهن اختيار المجمع العالمي من أجل تحقيق الوحدة الإسلاميّة، ولكن يبقى هنا شيء وهو: من الذي يقوم بعملية الإعادة للتاريخ ؟ ما هي مواصفاته ؟ حتّى نضمن سلامة المشروع ونجاحه منسجماً مع الأهداف المرسومة.

مواصفات من يريدوا إعادة كتابة التاريخ:
إن مشروعاً كهذا يكون مطمعاً للطامعين الّذين يرغبون في تسجل أسمائهم في صفحات التاريخ، وعرضه لأن تندس عناصر تطمع في تحقيق نوايا سيئة، لذا كان من اللازم الإشارة إلى مواصفات القائمين على هذا العمل.
1 ـ الموضوعية: ونقصد بذلك أن يتجرد الباحث التاريخي عن كلّ الرواسب التي لها مدخلية في نقل الحدث وفهمه وعرضه وبيانه، بل عليه أن يكون رهن الحقيقة الموضوعية فأينما رست عليه فهو الحق يجب أن يخضع له دون مواريه، ويعتقده ويؤمن به دون توقف، والتاريخ الإسلامي يضرب في أعماق عاطفة الفرد المسلم، ذلك لشدة الارتباط بينهما حيث يصاحبه من المهد إلى اللحد، لذا كان على الباحث أن يلتزم الموضوعية والنزاهة، ويجعل الله سبحانه وتعالى نصب عينيه يقول العلامة السيد محمّد تقي الحكيم عندما عرضت عليه لجنة الكلية في منتدى النشر تدريس التاريخ كيف وجد نفسه أمام هذا التاريخ ؟ وكيف شخص مسئوليته؟:
"حين أوكلت إلي لجنة الكلية في منتدى النشر تدريس التاريخ لطلابها ومحاكمة بعض أحداثه وبخاصة ما يتعلق منه بالحوادث الكبرى في الإسلام...... رأيت مهمتي من اشق المهمات وأعسرها متى أردت الإخلاص لنفسي في أدائها على أفضل وجوهها"(1).
______________________
1 ـ قصة التقريب بين المذاهب وبحوث أخرى ـ مناهج البحث في التاريخ ـ محمّد تقي الحكيم ص 5.