ـ(213)ـ
هناك جهود شخصية متفرقة تحمل بوادر خيرة تصب في هذا المصب ولكن المسئولية أكبر من أن يقوم بها فرد أو مجموعة، إنه مشروع يحتاج إلى تكثيف الطاقات وتوجيهها مع الإسناد الحقيقي للدول الإسلاميّة.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة:
بعد انتصار الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران واستقرار الدولة الإسلاميّة تحت رعاية الإمام الراحل الخميني ـ رض ـ كان من أهم الأهداف الشاخصة التي تسعى الحكومة الإسلاميّة جاهدة في تحقيقها "توحيد صفوف الأمة الإسلاميّة" ومحاولة التقريب بين مذاهبها، وقد خطت ـ مشكورة ـ خطوات هيأت الأرضية المناسبة لقيام المشاريع الوحدوية العملية ـ وان كلفها الكثير من الحرمان نتيجة القيام بهذا الواجب المقدس ـ ولكن لكونه مطلباً ملحاً وضرورة يقتضيها الدين فتحتمها الظروف أصبح مشروع الوحدة من أولويات الثورة الإسلاميّة والدولة، وكان رائد هذا المشروع الإمام الراحل ـ رض ـ، وكان من نتاجات وعطاءات المشروع الوحدوي الخميني هو ولادة "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة" الذي يمثل الذراع العملية لتحقيق طموحات المشروع الوحدوي، هذا المجمع الذي حظي بدعم وإسناد السيد القائد آية الله الخامنئي ـ أطال الله عمره الشريف ـ، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن المجمع العاملي كان مسبوقاً به "دار التقريب بين المذاهب" الذي كان في القاهرة وكان حلقة من ضمن حلقات المشروع الوحدوي الكبير.
لا نرى جهة لها القدرة والصلاحية على تحمل هذا المشروع ـ مشروع إعادة كتابة التاريخ سوى المجمع العالمي وذلك لما يتمتع به من مواصفات تجعل المسئولية متعينة عليه في أن يأخذ بزمام المبادرة لتدشين هذا المشروع، خصوصاً وأنه يحظى بتأييد معظم علماء المسلمين في أقطار العالم وذلك يلمس