ـ(157)ـ
من مات على عصبية"!(1).
تلك في القيم السامية التي حررت الإنسان من ظلمات الجاهلية وتيهها، ظلمات وتيه مازال الإنسان الأوروبي يرسف في أغلالها، فهو حتّى اليوم يبني ثقافته ويصنع سياسته على أساس شريعة هي اكثر لياقة بالغاب لا بالمجتمع الإنساني! فالقيمة الغالبة فيها هي تقديس الشعر الأصفر والعين الزرقاء !!
والأوروبيون لم يحاربوا النازية لأنها فكرة عنصرية، بل لأنها قدمت العنصر الألماني على سائر الأوروبيين أما الغزو الأوروبي لشعوب الدنيا، وقتل أبنائها ونهب ثرواتها فهو من صميم القيم الأوروبية المعاصرة، كما كان سائداً في عهود الجاهلية الأولى في القرون الغابرة!
اللص هو اللص وإنّما تبدل القناع، واستبدل السيف بالصاروخ والمدفع، والنبل بالقنبلة الذرية والنووية.
حارب الإسلام كلّ تلك القيم وإن اختلف ألوانها وظهرت بأزياء العصور الحديثة، حاربها وجاء بالقيم السامية البديلة.
وعلى هذه القيم البديلة مضى المؤمنون في ظلال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) على وحدة العقيدة [أشداء على الكفار رحماء بينهم](2).
لا يفت في عزمهم شيء، ولا تأخذ فيهم الفتن، وإن تنازعوا في شيء ردوه إلى الله والى الرسول يتنافسون في كلّ خير وفضيلة، ويتسارعون إلى امتثال سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واقتفاء أثره، يبكون إذا أذنبوا بكاء تنزل في بعضه قرآن كريم.
أيامهم كدحاً وجهاداً، ولياليهم قياماً وركوعاً وسجوداً [تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا](3).
هذه سيرتهم، وهذا ديدنهم، غير ثلة من مرضى القلوب [مردوا على النفاق](4).
______________________
1 ـ سنن أبي داود 4: 5121.
2 ـ سورة الفتح: 29.
3 ـ سورة السجدة: 16.
4 ـ سورة التوبة: 101.