ـ(156)ـ
فجاء بالشريعة التامة التي لا مزيد عليها ولا نهاية لحكمها [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً](1).
فكان الرحمة الكبرى لبني الإنسان: [وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين](2).
"أنا رحمة مهداة"(3)، "إنّما بعثت رحمة ولم أبعث عذابا"(4).
فحارب الشرك بأنواعه، صغيره وكبيره، خفيه وظاهره: [إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء](5)، [ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً](6).
حارب الظلم ولعن الظالمين، وحارب النفاق ولعن المنافقين، وحارب الغش والخيانة وقبح أضلهما، وقطع أيدي اللصوص وقطاع الطرق، ونهى عن الفحشاء والمنكر وسدّ السبل دونهما.
وأتم مكارم الأخلاق:"إنّما بعثت لا تمم مكارم الأخلاق"(7)"إنّما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"(8).
وسخر من الأفاق الضيقة، العرقية والإقليمية، واستهجنها: [يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم](9).
"ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا
______________________
1 ـ المائدة: 3.
2 ـ الأنبياء: 107.
3 ـ مصنف ابن أبي شيية 11: 504.
4 ـ كنز العمال: 31997.
5 ـ النساء: 116.
6 ـ النساء: 48.
7 ـ البخاري: الأدب المفردح: 273، كنز العمال 3 ح ـ 5217.
8 ـ كنز العمال 11 ح: 31996.
9 ـ الحجرات: 13.
10 ـ سنن أبي داود 4: 5121.