ـ(155)ـ
قال أصحاب التفسير: كان هؤلاء قوماً صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أتباعهم: لو صورناهم كان أشوق إلى العبادة إذا ذكرناهم! فصوروهم، فلما ما توا وجاء آخرون فقالوا: إنّما كان من قبلكم يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم!(1).
وحدثنا عن آخرين: [قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة]!(2).
وآخرين: [قالوا إن الله ثالث ثلاثة]!(3).
وحدثنا أيضاً أن كبريات الرسالات الأولى كرسالة إبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) أنذرت بأن النبوات سوف لا تستمر إلى الأبد، بل ستقف عند أمد، وعندئذ يكون النبي الذي يختم سلسلة النبوة، فدعا إبراهيم ربه أن يجعل هذا النبي من ذريته، وبشرت التوراة والإنجيل باسمه وصفته.
[النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل](4).
"قالت المرأة ـ للمسيح (عليه السلام) : لعلك أنت مسيّاً، أيها السيد؟
أجاب يسوع: إني حقاً أرسلت إلى بيت إسرائيل نبي خلاص، ولكن سيأتي بعدي مسيّاً المرسل من الله لكل العالم، الذي لأجله خلق الله العالم"(5).
قارن هذا النص الإنجيلي بالنص القرآني القائل: [وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد]!(6)
وبعث محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) [رسول الله وخاتم النبيين](7).
وأنزل عليه القرآن [مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه](8).
______________________
1 ـ تفسير الطبري 29: 99، مجمع البيان للطبرسي، الكشاف للزمخشري 4: 619.
2 ـ الأعراف: 138.
3 ـ المائدة 72.
4 ـ الأعراف: 157.
5 ـ إنجيل برنابا ـ الفصل 82: 15 ـ 16، عنه نظرات في إنجيل برنابا ـ محمّد علي قطب: 84.
6 ـ الصف: 6.
7 ـ الأحزاب: 40.
8 ـ المائدة: 48.