ـ(151)ـ
الأول: إبعاد القادة الواعين بمرامي الوحي.
الثاني: إبعاد النص والانفلات عنه إلى سواه.
ولهذا فإن الحل يتضمن معكوس هذين البعدين ولأننا نعلم بأن الله بالغ أمره وأنه سيظهر دينه على الدين ومن خلال نفس ما أشرنا إليه من إبداعه لقوى وبذور ستتفجر عاجلاً أو آجلاً.
لكن هذا لا يعني أن نقف بالانتظار بل نحن سنكون جزءاً من هذه البذور التي تستطيع التخلص من دائرة الانفلات، ومن خلال دائرة داخلية تنتج تركيزاً عالمياً لقيم الوحي السلوكية والفكرية والتطبيقية وعلى الصعيد الاجتماعي والفردي.
ويمكننا أن نخلص إلى أن الحل كلّ الحل يكمن في إنتاج طبقة تعد حصيلة جهود خمسة عشر قرناً من التاريخ الإسلامي حيث سقطت كلّ الدعوات من خلال التجربة ولم يعد صعباً على الأمة اكتشاف النعرات.
فمثلاً لم يعد الاتجاه الأموي يمثل اتجاهاً مقبولاً كما إننا نجد أن الاتجاهات المعاصرة أيضاً أخذت تلفظ أنفاسها من قبيل الاتجاهات التي تؤمن بتطعيم الإسلام بأفكار من خارجه كما أن الغرب نفسه يأس من إمكانية الاتجاهات التغريبية في تطويع المسلمين لصالحه وصارت المواجهة واضحة وعلنية وهو أهم ما يعين على النصر.
ومن هنا فإن ظروف مؤاتية لبناء طبقة الوعي المركز ستعيننا على إنتاج الطبقة التي تعي المرامي العميقة للنص وتحكيمه من خلال ما يلي:
1 ـ الاعتماد على النص بصورة أساسية واعتماد المشترك من آليات الفهم.
2 ـ معالجة نقاط الاختلاف على أنها مسألة علمية تحتاج إلى الدليل ولا نحتكم إلى المواقف الطائفية المسبقة.
3 ـ مراجعة التاريخ ونقده انطلاقاً من المشتركات التي يمكن التوصل إليها سواء كانت أحداثاً أو روايات أو رجال ثم اعتماد ذلك في كتابه تاريخ مشترك يعلو على تاريخ الطوائف.