ـ(150)ـ
الأولى: مرحلة التأسيس التي تعتمد الاعتراف ويكون فيها للوعي دور معين على أن يتزايد هذا الدور تدريجياً حتّى تنتهي الأمة إلى توفير طبقة واسعة من الواعين للوحي تفسيراً وفهماً وتطبيقاً لتحول بين الأمة وأي محاولات ارتداد أو تحريف أو تفكيك وقيام تعددية مذهبية وفكرية واعتقادية ساهمت بشكل مباشر في صراعات أدت في النهاية إلى تراجع ونكوص أي أن الوحي ومقاصده ومراميه سيصبح واضحاً لا يمكن لأي (فقيه) (أو سلطان) أن يضيف إليها أو يحذف منها كما حصل بعد فترة قصيرة من تأسس المجتمع انتهاءاً بالمأزق الحالي حيث استجدت طبقات تدعو إلى إلغاء الوحي من حياء الأمة (المتغربين).
وهذا الوضوح والتركيز كان يجب أن يمتد على نطاق عالمي لأن الإسلام لم يرسل للشرق خاصة وبالتالي فإن توقف الإسلام سمح باستمرار الغرب على تراثه الحضاري القديم فلما انتقلت إليه المنجزات العلمية الإسلاميّة تحوّل إلى قوة مادية هائلة غير منضبطة بالضوابط التي جاء بها الشرع مسفرة عن قيام أخطر مأزق تمر به البشرية خلال كلّ تاريخها.
ولهذا فإن الاندماج الناقص سيكون هو السبب وراء مشكلات وأزمات العالم اليوم بأقطاره الأربع لأنه مسؤول عن تعطيل الشرق وهو مسؤول أيضاً عن تحول الغرب إلى قوة مادية بمعزل عن القيم.
الاندماج الناقص:
الاندماج الناقص كما أشرنا يعني التوقف في البرنامج الإلهي لبناء الأمة والسماح لبعض القيم القديمة في النفوذ إلى البناء الجديد من خلال استبعاد القادة المستوعبين لمرامي الوحي والقادرين على نقله إلى الناس أجمعين فضلاً عن وضع الحلول للمستجدات وتوجيه التطورات بالطريق الذي يريد الله له أن يتوجه فيه.
وعليه يتجلى الاندماج الناقص من خلال بعدين: