ـ(130)ـ
ذاتية للدفاع و إلاّ فإن ميزان القوى في المنطقة والعالم يتجه في غير صالحها وبما يجعلها عاجزة عن العيش بعزة وكرامة عند نشوب أية حرب مفروضة عليها.
3 ـ تغذية الصراعات الداخلية وإطالة أمدها كما هو الحال في البوسنة والسودان وأفغانستان واليمن واستعداء الأنظمة ضد شعوبها وبأساليب ماكرة كما في العراق ومصر والجزائر وتأجيج نار الحروب بين بلدان المنطقة الإسلاميّة وتحريض بعض الأنظمة ذات السلوك العدواني والأطماع التوسعية ضد جيرانها كان قد أفرز حرب الخليج الأولى بين العراق والجمهورية الإسلاميّة والثانية بين العراق والكويت ثم حرب آذربايجان وأرمينيا فيما أبقت الكيان الصهيوني يصول ويجول في المنطقة دونما ردع أو منع وفيما تدور طاحونة الصراعات الداخلية والتهديدات الخارجية تكون المنقطة قد استنزفت كلّ طاقاتها وخيراتها فيما لا طائل معه ولا نفع فيه فضلاً عما تسفر عنه حالات التوتر من آثار سلبية على مشاريع البناء والتنمية والتقدم والاستقرار الأمر الذي يضع العالم الإسلامي في مثل هذه الأوضاع الملتهبة أمام جملة مهام أساسية لابد من السعي لتحقيقها رغم كل ما يقف في الدرب من عقبات وصعاب وأهم تلك المهام:
أ ـ العمل الجاد على تبني وإرساء صيغة سليمة للآمن الجماعي لعموم العالم الإسلامي.
ب ـ تطوير نظم وقواعد التسوية السلمية للمنازعات بين الدول الإسلاميّة لحل خلافاتها فيما بينها دون تدخل أجنبي بفرض إرادته وهيمنته على الأمة والمنطقة كلها تحت ذريعة إعادة الهدوء وتوفير الأمن.
ج ـ المبادرة لبناء وتأسيس منظمة إسلامية عامة أو تطوير المنظمات القائمة كمنظمة المؤتمر الإسلامي وبما يؤهلها للنهوض الحقيقي بالمهمات والمسؤوليات المناطة بها وبما يتلاءم ومتطلبات الأوضاع الدولية الجديدة.
4 ـ استطاعت الولايات المتحدة وبشكل سافر فرض هيمنتها على المنظمة الدولية وقراراتها بحيث صار من السهل على أمريكا أن تجر الأمم المتحدة باتجاه قناعاتها المنطلقة أساساً من المصالح الاستعمارية والشعور بالفوقية والاستعلاء