ـ(129)ـ
يفقدها مصداقيتها وشرعيتها إن كان لها قدر من الشرعية لقد أفرزت كلّ هذه الهواجس والتفاعلات إشكاليات عدة في العالم الإسلامي كان النظام العالمي الجديد مظلة لها والولايات المتحدة الأمريكية رأس الحربة فيها أهمها:
1 ـ فرض منظومة من القيم الرأسمالية الليبرالية تمثلت باقتصاد السوق ومقولات حقوق الإنسان والتعددية السياسية وتتضمن محاولة الفرض هذه إلغاء ما سواها وبما يعني الشطب على الخصوصية الثقافية والحضارية للعالم الإسلامي الأمر الذي يجعل الساحة مفتوحة على رياح تحدٍ خطيرة تعصف بالاستقرار وتهدد بحرب حضارية أو جدت ظروفها قناعة أمريكية بتفوق حضارتها وسقوط المعسكر الاشتراكي وشعور الأنظمة الحاكمة في العالم الثالث بالحقارة والدونية إزاء هذا القطب المتفرعن وحده على الأرض كلها وهو ما يضع العالم الإسلامي أمام مواجهة لا مفر منها مع الغول الأمريكي لمقاومة الإلغاء والتطويع من جهة ومع الأنظمة التي تدور في فلكه لمقاومة التطبيع من جهة أخرى، وبما يعني لأبدية التعاطي مع الواقع الجديد بثقة عالية بالنفس والمبادئ والإمكانات لإثبات الوجود الحضاري ومن ثم اقتسام الساحة الفكرية العالمية عبر الطرح العلمي والموضوعي الذي يعكس التوجه الإسلامي الرائد والإسهام الجاد في رسم مسارات الفكر الإنساني كرد عملي على محاولات الإلغاء والتذويب والإقصاء والانزواء وهذا ما يدعو إلى العمل الجاد للتمرد على ما يراد لعالمنا أن يستسلم له وهو بلا شك عمل معقد ومسؤولية صعبة وثقيلة لكنها حياتية وضرورة لا محيص عنها ولا بديل.
2 ـ السعي لنزع سلاح العالم الإسلامي وإجباره على إعلان الاستسلام ورفع الرايات البيضاء من خلال انتهاج أمريكا سياسة انتقائية إزاء قضايا ضبط السلاح فبينما تمارس ضغوطها المختلفة على الدول الإسلاميّة للحيلولة دون امتلاكها سلاحاً نووياً للدفاع عن النفس تترك المجال للكيان الصهيوني كي يطور ترسانته النووية وبمساعدة أمريكية وفيما يفرض على دول العالم الإسلام التوقيع على ميثاق حظر السلاح الكيمياوي وكما حدث في تموز عام 1991 لا يطلب من إسرائيل ذلك، وهو ما يدعو العالم الإسلامي إلى تبني ستراتيجية موحده لبناء قوة