ـ(122)ـ
الدكتور حسن الترابي:
وأخص بين هؤلاء الأعلام الدكتور حسن الترابي إمام الدعوة إلى الإسلام في السودان، فقد كان مثالاً للخطاب العالمي المعاصر، تجاوز بأفكاره قوالب الفقه الموروث، وحدود الطائفة والإقليم ودعا إلى نهضة شاملة لأمة الإسلام.
وقد وجدت في محاضراته ومؤلفاته إشارات واضحة إلى أن التقسيمات المعروفة إلى سنة وشيعة وغير ذلك من الانتماءات ما هي إلاّ موروثات عصور متأخرة، وأن الأصل هو العودة إلى الإسلام في أصوله السابقة لهذه الطوائف ويستشهد بقول الله تعالى:
[ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً].
ويقول: نحن مخاطبون بهذا أي بعبارته قبل اليهود والنصارى.
ووجدته يستشهد بقول الله تعالى:
[وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب].
يقول: إن الإنكار على اليهود والنصارى يقع علينا ما دمنا ننحو نحوهم ونحن نتلو الكتاب.
ومن إشارته إلى الخلافات التاريخية التي لسنا مسئولين عنها، كثيراً ما يقف عند الآية:
[تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولاتسئلون عما كانوا يعملون].
ولقد جعل الدكتور الترابي من المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي كونه أداة لجمع كلمة المسلمين وتهيئة لمنبر جامع موجه لمخاطبة القضايا العالمية الحية، متجاوزاً بذلك فروق القوميات والطائفيات جاذباً الانتباه إلى الأولويات العصرية التي سبقت الإشارة إليها وإن أفكاره في الاجتهاد الجريء لتجد صدى قوياً يتردد في أنحاء العالم الإسلامي خاصة بين الشباب الّذين يحسون الحاجة إلى تقديم الفقه الإسلاميّة في ثوب جديد.