ـ(123)ـ
وقد تجاوب العالم الإسلامي معه يوم اعتدي عليه في كندا تجاوباً صادقاً يشعر بوحدة نبض الأمة وانفعالها بكل دعوة وحركة إسلامية صادقة، لم يتخلف عن هذا التجاوب طائفة ولا قطر.
ويجدر بي أن أشير هنا إلى أن بيئة التدين في السودان صالحة لهذا المنهج المستعلي على الخلافات المذهبية من حيث أن السودان لم تؤسس فيه صراعات طائفية ذات جذور، ويغلب على المزاج السوداني روح السماحة والسعة والنظر في القضايا العملية أكثر من المسائل النظرية.
هذه الأمثلة السابقة سقتها لبيان أن تجاوب الأمة مع هؤلاء الأعلام من الدعاة يشعر بالأمل في تجاوز الحدود التاريخية للطوائف والانفتاح إلى آفاق من التفاعل والتعاون هي المقدمة اللازمة للوحدة الكبرى.
الخلاصة:
خلاصة هذه الملاحظات أن التقريب خطوة موفقة ولازمة لاستكمال الوحدة وأن الوحدة، هي المطلب الأكبر للمسلمين في هذا العصر ومن أجل تحقيق التقارب والتفاهم لأبد من أمور:
أولاً: إن تاريخ الخلاف وأدبه يجب ألا نستهين به، ومن أجل تجاوزه لابد من خطوات جريئة في اتجاه جلاء الشكوك وبناء الثقة.
ثانياً: لابد من الكف عن إثارة التهم وعقد المحاكمات والمباريات الكلامية بين الطوائف.
ثالثاً: يجب أن يتعاقد علماء الأمة وحكماؤها على خطة لتوسيع دائرة التعارف والتفاهم وبناء أسس الوحدة على الأصول المشتركة.
رابعاً: إن القضايا العملية التي تواجه المسلمين أكثر من أن تحصر وعلينا أن نلفت أنظار المسلمين إليها حتّى تصرف طاقاهم فيما تحته عمل ولا يكثروا من