ـ(120)ـ
ومنها التحدي الفكري المتمثل في صياغة نظام اجتماعي ونظام سياسي واقتصادي مؤسس على قيم الإسلام وشريعته مستوعب لقضايا العصر وتعقيدات المدنية الحديثة.
إن العالم لا يسعه إلاّ أن يسخر منا إن نحن واجهنا أسئلة اليوم بإجابات كتبها آباؤنا عن أسئلة كانت في زمانهم ولم يعد يسألها أحد ولا يسع العالم إلاّ أن يتجاوزنا إذا زعمنا أن عليه أن يغير أجندته فيناقش قضايانا كما نجدها في أبواب كتب الفقه عندنا ! أو كتب العقائد أو كتب التاريخ.
المجددون والفرق:
يستطيع المرء أن يزعم أن صحوة تسود العالم الإسلامي وأن روح جمهور المسلمين وخاصة شبابهم تميل إلى الوحدة وتجاوز المذهبيات الضيقة والعصبيات.
لقد بدت هذه الروح من الاستجابة التي لقيها دعاة التجديد في هذا العصر حيث وافت دعواتهم الإصلاحية قبولاً واسعاً لم يقف عند حدود القطر أو الطائفة ولكنه احدث أصداء من التجاوب العالمي وهز الأمة كلها ونشير هنا خاصة إلى بعض أئمة هذا العصر من أقطار مختلفة وأجيال متتابعة ويربط بينهم أنهم جميعاً دعوا إلى إصلاح جذري مستند إلى الكتاب والسنة، وأنهم واجهوا قضايا العصر لا قضايا التاريخ، وأنهم جميعاً وجدوا قبولاً واسعاً وأحدثوا أثراً عظيماً.
الإمام البنا:
لقد كان الإمام الشيخ حسن البنا واسع الأفق وامتدت رؤيته إلى آفاق التعاون الإسلامي العالمي فاتصل كما هو معروف بحركة الإسلام في إندونيسيا وبحركة الإسلام التي قادها آية الله الكاشاني ونواب صفوي في إيران وكان له باع في حركة التقريب التي نشطت في عصره كما أن مبادئه الواضحة في الدعوة لاقت