ـ(119)ـ
للسكان، وقد برزت في اجندته ملامح الدعوة إلى نقض نظام الأسرة وإيجاد البدائل للزواج، وحل المشكلات التي تقف في وجه الإجهاض واستعمال الموانع، وترويج ما يسمى بالثقافة الجنسية.. الخ.
وكل ذلك مستند إلى الفلسفة المادية الإلحادية، لكنه أصبح مذهباً له وزنه في بلاد المسلمين!

في مجال الاقتصاد:
انسلخ المسلمون عن قيم الإسلام في الاقتصاد، وسلموا بأن الربا لا مفر منه، واستغنت الدول الإسلاميّة عن فريضة الزكاة بالمكوس والضرائب وورث المسلمون فكرة الصراع الطبقي ودانت لها طوائف من أبنائهم، وسادت في المعاملات الاقتصادية قوانين التجارة والمعاملات اللادينية منفصلة تماماً عن كلّ توجيه أخلاقي ديني وبالجملة فقد طمست في هذا الباب معالم الحلال والحرام وحلت مكانها مفاهيم وموازين جديدة هي إلى التعبير عن مصالح الطبقات أقرب منها إلى إقامة القسط في المعاملات.

الأسبقيات الجديدة:
وفي وجه هذه القضايا الماسة بحياة الفرد والجماعة تبرز (أجندة) أولويات وأسبقيات في التفكير والاهتمام لا علاقة لها بالأسبقيات أو بالهموم التي أملت على المسلمين انقسامات الماضي وتكتلاته وشعاراته وأفكاره.
من أهم هذه الأسبقيات وحدة الأمة واجتماع كلمتها على أساس من دينها فوق الوطنيات والعصبيات ومنها قدرتها على مواجهة التحديات المتمثلة في محاولات الإذلال والإخضاع لنظام الغرب وقيمه، والاستلاب الثقافي والحضاري وتسخير موارد الأمة لأهداف أعدائها.