ـ(12)ـ
النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: "من قرأها أعطي من الأجر كمن صام رمضان، وأحيا ليلة القدر"(1).
وعن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عن آبائه (عليهم السلام) قال: "من قرأ أنا أنزلناه في ليلة القدر، فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله عزّوجلّ، ومن قرأها سراً كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه"(2)؟
وفي سنة المعصوم (عليه السلام) الكثير من الأحاديث التي تؤكد على أهمية هذه السورة المباركة وفضلها، وموقعها المعنوي السامي بين سائر سور الكتاب العزيز.

وقفة مع أسباب النزول:
تتحدث سورة القدر المباركة عن جملة من المفاهيم والأفكار المرتبطة بالرسالة الإسلاميّة الخاتمة، وتطورات مسيرتها، وأهمية القرآن الكريم، وجلالته، ومكانة الليلة التي تنزل فيها كتاب الله العزيز..
وهذه السورة رغم أن أسلوب أدائها، وجرس آياتها تنسجم مع حالة السور المكية، إلاّ أن عدداً من الآثار الصحيحة تفيد أن السورة نزلت في "المدينة" المنورة لحادثة يذكرها المفسرون، وأصحاب أسباب النزول.
ويلاحظ أن أغلب المفسرين يذكرون في مؤلفاتهم أن السورة "مكية أو مدنية" كما يلاحظ ذلك عند الإمام الزمخشري (ت 528 هـ) في كشافه والإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي "من علماء القرن السادس الهجري" في مجمع البيان، وتفسير الجلالين وتفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي وغيرهم من علماء التفسير وخبراء التنزيل المبارك..
______________________
1 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن: ج 5 ص 516 (تفسير سورة القدر) وتفسير نور الثقلين للمرحوم الحويزي ج 5 ص 612.
2 ـ تفسير نور الثقلين: المحدث الشيخ عبد علي الحويزي العروسي ج 5 ص 612 (تفسير سورة القدر).