ـ(118)ـ
الاجتماعي والأخلاقي كانت أبلغ وأشد نكاية.

في مجال السياسة:
لقد طغت نظريات البراغماتية أو الوصولية السياسية على السلوك السياسي وأطلق لها الحبل على الغارب أن قامت على قادة فصل الدين عن الدولة، وهكذا سادت فكرة المصلحة على فكر القوميين الوطنيين مجردة عن الغايات البعيدة في مصلحة الأمة بأكملها وأدت إلى تمزيق وحدة الأمة والى تضارب مصالحها، وإلى انحياز كلّ دولة منها إلى كتلة سياسية دولية تطلب فيها مصالحها العاجلة، وأدى ذلك إلى أن الأقوياء سخروا إمكانات الشعوب الإسلاميّة فضربوا بعضها ببعض، وسخروا أموالها في هدمها، وسلاحها في التخلص من جيوشها، وليس بعجيب في هذه البيئة الوبيئة أن ترى دولاً إسلامية تمدّ المتمردين في جنوب السودان بالسلاح والمال ودولاً تقتل أبناءها باسم مقاومة الأصوليين والإرهاب، ودولاً تسارع في مصالحة الصهيونية وموادعتها وهي عن مصالحة المسلمين في أدبار وإعراض.
وما هذا الفساد في السلوك إلاّ نتيجة لازمة لفساد الفكر السياسي وانفصاله عن أصوله الإسلاميّة.

في مجال الثقافة والمجتمع:
اقتحمت المجتمعات الإسلاميّة أفكار الليبرالية السلوكية مقرونة بشعارات تحرر المرأة وحقوق الإنسان، وسلم كثير من المسلمين في وجه القيم الغربية السلوكية، وبشروا بالاختلاط ونبذ العفة، وسخروا من رغبات النساء المسلمات في الحجاب والتستر، وراحت بعض الدول الإسلاميّة تقاوم غطاء رأس المرأة وتروج لمذاهب الأغراء والتبذل ونبذ الحياء وليس ببعيد حادث المؤتمر العالمي