ـ(55)ـ
الحديث "لا يحل لمسلم أن يبيت ليلتين من غير بيعة لإمام"(1)، ونصوص القرآن الكريم واضحة في ذلك حتّى بيعة النساء، ونصوص الحديث وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ دالة على ذلك، فبيعة العقبة الكبرى واختيار النقباء واختيار الخليفة أبي بكر، والشورى في اختيار الستة الّذين عينهم عمر، والشورى التي قررها الإسلام "وأمرهم شورى بينهم"(2)، وكذلك تعيين الأمراء والولاة والحكام من جميع طبقات الشعب بحسب أهليتهم، بغض النظر عن أجناسهم، كلّ ذلك دليل على نظرة الإسلام المثلى في هذا الشأن.
ثالثا: حق الأمن الاجتماعي:
يقول الله عز وجل [فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف](3)، وهذه الآية في القرآن الكريم حددت أموراً مهمة فرضها الإسلام، فقد فرضت الأمن الغذائي وضرورة توفيره للمواطنين كما فرضت توفير الأمن الاجتماعي للأمة أفراداً وجماعات، ليضمن كلّ منهم توفير الخدمات اللازمة لـه ، وتأمين تعليمه ومرضه وشيخوخته وعجزه، وتوفير أسباب الاتصال بالناس وعدم الانقطاع عنهم، كما دلت على ضرورة توفير الأمن من الخوف على المستقبل أو على النفس أو على الذات بمنع الجريمة ومعاقبة المجرمين وإيجاد الطمأنينة في نفوس الناس.
يضاف إلى ذلك ضرورة توفير الأمن الدولي ومبادئ العدالة للدول كما توفر للأفراد، قال تعالى
[وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها](4).
__________________________________
1 ـ رواه العسقلاني في كتابه "تعليق التعليق".
2 ـ سورة الشورى: 38.
3 ـ سورة قريش 3 ـ 4.
4 ـ سورة النحل: 91.