ـ(51)ـ
القرآن الكريم، أو ما عرف من الدين الإسلامي بالضرورة فليس من حرية الفكر أن ينكر وجوب الصلاة أو الصوم مثلاً، وكذلك بالنسبة لغير المسلم لـه حرية الرأي دون أن يتخذ ذلك مجالا للطعن في دينه أو أديان الآخرين، وليس من حرية الرأي أن يعلن الإلحاد وأن يسفه آراء الآخرين وعقائدهم وأن يحمل الناس على الرأي بالقوة ولكن لـه أن يجادل بالحق وأن يحاور في الرأي، ويناقش بالدليل والبرهان من غير تجريح أو سباب.
أما ما يتعلق بالاجتهاد ضمن الأصول المقررة فللمسلم أن يجتهد في استنباط الأحكام الشرعية بما يكفل للمجتمع استقراره وأمنه."وللإنسان حق الاشتراك في الاجتماعات العامة والجمعيات المسالمة وإبداء الرأي والمشورة فيها، وهذا من باب التعاون الذي دعا إليه الإسلام، جاء في القرآن الكريم
[وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان](1).
والنهي عن التعاون على الآثم والعدوان معناه النهي عن الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات التي تنتقض على الإسلام، أو تدبر المؤامرات أو يكون فيها الإفساد، فهذه ليست مسالمة ولا يجوز في شريعة الإسلام الاشتراك فيها، والنصح والتشاور وإبداء الرأي فيما ينفع الناس مطلوب في الإسلام "وشاورهم في الأمر"(2).
7 ـ حق الملكية الخاصة وحرمتها:
من أهداف الإسلام حفظ المال لأنه وسيلة الإنتاج والاستهلاك والتعامل والتعاقد، ومن حفظ المال احترام التملك الخاص الذي أباحه الإسلام للناس من الطريق المشروع الحلال، وحين أباح الإسلام للإنسان أن يتصرف بماله الخاص بالحلال، حث على احترام الملكية الخاصة وعدم الاعتداء عليها، فحرم السرقة ومنع السلب والنهب والاختلاس وأكل أموال الناس بالباطل، وحرم الغش والتدليس وإتلاف الأموال، ورد في القرآن الكريم[لا تأكلوا أموالكم بنيكم بالباطل](3)،
__________________________________
1 ـ سورة المائدة: 2.
2 ـ سورة آل عمران: 159.
3 ـ سورة النساء 29.