ـ(52)ـ
[ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون](1)، وجاء في الحديث الشريف [إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم](2)، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ نصاً في احترام الملكية الخاصة "كلّ أحد أحق بماله من والده وولده والناس أجمعين" (3). ومن القواعد المقررة في الشريعة الإسلاميّة أنّه لا يجوز لأحد أن يأخذ مال أحد بغير سبب شرعي، وانه لا يجوز لأحد أن يتصرف في ملك الغير بلا إذنه، وأن الأمر بالتصرف في ملك الغير باطل"(4).

8 ـ حرمة المنزل والحياة الخاصة والشرف والسمعة:
قرر الإسلام احترام المنزل، فلا يجوز اقتحام البيت ولا دخوله إلاّ بإذن صاحبه، ولا يجوز التجسس عليه في عقر داره، ولا النظر إلى ما يفعله في خاصة نفسه وهو داخل بيته، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ "من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه" (5) أي لا تعويض فيها، وورد عنه أيضاً "لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورات المسلمين فضحه الله في عقر داره"(6)، وقد نظم الإسلام الدخول والخروج إلى البيوت، قال سبحانه [يا أيها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتّى يؤذن لكم وإن قيل لكم راجعوا فارجعوا هو أزكى لكم](7). كما منع الساكنين في بيت واحد أن
__________________________________
1 ـ سورة البقرة: 188.
2 ـ رواه البخاري.
3 ـ رواه البيهقي.
4 ـ مجلة الأحكام.
5 ـ رواه مسلم وأحمد بن حنبل.
6 ـ الدر المنثور للسيوطي.
7 ـ سورة النور: 27 ـ 28.