ـ(31)ـ
حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، أبو محمّد ابني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة"(1).
فهذه الرواية أيضاً تفسر البداء بظهور مالم يكن يعرف لأبي محمّد الحسن العسكري ـ عليه السلام ـ قبل ذلك. ولا بأس أن أذكرها هنا شيئاً آخر ـ بأدنى مناسبة ـ حول هذه الرواية الصادقية، إذ قد رأيت في الكتب الإنجليزية لـ "إيوانوف" ( lvanov) ـ والتي تتعلق بالفرقة الإسماعيلية ـ حكاية تشبه الأساطير، ولم أجدها في مجاميع أحاديث أصحابنا، إلاّ أنّه توجد الإشارة إليها في كتب الجدل والكلام، وهي هذه:
(إنّ الإمام جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ كان قد نص على إسماعيل ليكون الإمام بعده، ثم رأوا إسماعيل يشرب الخمر، فبدل الصادق ـ عليه السلام ـ النص وحوله إلى موسى الكاظم ـ عليه السلام ـ ، فسئل عن ذلك ؟ فقال: بدا لله في إسماعيل). وان فرقة من الإسماعيلية كانوا يعتمدون على هذه الحكاية لإثبات النص على إسماعيل ويدعون أن تبديل النص كان لتمويه الأعداء وكذلك كانت هنالك فرقة انقرضت، والذين كانوا يعتقدون بمقتضى هذه الحكاية أن النص كان أولاً لإسماعيل ثم تحول إلى موسى الكاظم ـ عليه السلام ـ ، ولقد أشار إليها المحقق الطوسي رحمه الله في نقد المحصل، ولكنه أخطأ في ما أخطأ في نسبة هذه الرواية إلى الشيعة بدون تعيين(2).
وفي هذا السياق يمكننا أن ندرك مؤدى إفادات شيخنا المفيد رحمه الله في جواب الإسماعيلية، وتفنيد قول تلك الفرقة المنقرضة:
1 ـ فإنه سئل مرة عن قول الصادق ـ عليه السلام ـ : ما بدا لله في شيء كما بدا لـه في إسماعيل؟ فقال: هل يبدي الله شيئاً ينقضه قبل تمامه ؟ (3) أي: هل يعين الله إماماً ثم يميته، أو ينسخ النص عليه قبل أوان إمامته؟
__________________________________
1 ـ الإرشاد للمفيد قدس سره 2: 337.
2 ـ بحار الأنوار 4: 123.
3 ـ المسائل العكبرية للمفيد قدس سره 2: 337.