ـ(235)ـ
وتنشيط حياتهم الثقافية والفكرية بما أسهم في الوقوف بصلابة في وجه التيارات الهدامة والإلحادية.
ومما نبه عليه المؤلف أيضاً: دور كبار المستشرقين في توجيه اهتمامات طلابهم من المسلمين العرب وغيرهم إلى ما هو هامشي أو غير نافع، وتسليط الأضواء عليه.
وإذن، إزاء ذلك كله تتعاظم الحاجة إلى ضرورة العودة إلى التراث الزاخر من سيرة الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ وسيرة أهل بيته الكرام وصحابته النجباء؛ لتلمس أسس وشروط النهضة الجيدة، على أن ذلك لا يتأتى بدون البحث العلمي الجاد، والدراسات العلمية الرصينة.
وهنا يقول الأستاذ الرفاعي: (ومن البديهي أن البحث العلمي يتوقف على مصادره ووثائقه ومعلوماته الأساسية لذا تتقدم البحث ـ عادة في أي حقل ـ عملية أعداد مراجعة ومصادره، وما أكثر ما تخلى باحثون عن أعمال هامة؛ لعدم تعرفهم على المصادر والمظان)(1).
إنّ علماء المسلمين قد استوعبوا هذه الحقيقة إبان الازدهار الحضاري، فولدت في أوساطهم الفهرستات، بدءاً من فهرست ابن النديم إلى فهرست الشيخ الطوسي، إلى غيرهما، ثم تواصل آخرون من العلماء مع تلك النهضة فصنف كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة، وموسوعة كتاب الذريعة للشيخ "أغا بزرك" الطهراني وإذا كان الحاجة اليوم أصبحت متعاظمة أكثر فأكثر إلى بنوك المعلومات، وظهرت عشرات "البيليوغرافيات" في مختلف الموضوعات إلاّ أن مصادر الدراسة عن الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأهل بيته الأطهار ـ عليهم السلام ـ لم تلق عناية التوثيق والإخراج.
إنّ الأستاذ المؤلف إذ يقدم عمله الكبير لسد هذا النقص في المكتبة الإسلاميّة والعربية فانه لا ينسى ذكر من سبقه إلى مثله، ولكنه يؤشر في عين الوقت ـ وهو أمر نلاحظه ـ إلى اقتصار مثل تلك الأعمال على جانب من الجوانب فيذكر في هذا الصدد
__________________________________
1 ـ مقدمة الناشر 1: 12.